حسابات الحصار الاقتصادي الجائر, دفع بوزارة الصناعة إلى الاعتماد على الذات في تطوير عجلة الإنتاج الوطني, وفق الإمكانات المتوافرة, وخيار وزارة الصناعة جاء ضمن هذا الاطار, وذلك من خلال الاعتماد على الذات ما أمكن في عملية تطوير المنتج المحلي, وتأمين متطلباته بالاعتماد على العمالة المتوافرة في الشركات, وذلك وفق تأكيد وزير الصناعة المهندس محمد معن زين العابدين جذبة- والتي تقضي بالاعتماد على إمكانات الشركات الذاتية, واستثمارها وخاصة الشركات التي تعرضت للتخريب والتدمير من قبل العصابات الإرهابية المسلحة, أو من خلال إعادة تأهيل خطوط الإنتاج القديمة وزّجها من جديد في ميدان الإنتاج, حيث استطاعت وزارة الصناعة بالتعاون مع مؤسساتها والشركات المعنية إدخال أكثر من 20 خطاً إنتاجياً إلى العمل بعد توقفها عدة سنوات.
وضمن هذا الإطار جاءت الخطوة الجديدة للصناعة في إعادة تأهيل حوالي 14 آلة لإنتاج الغزول تم سحبها من الشركة الخماسية في دمشق, إلى شركة الوليد للغزل ووضعها في الخدمة الفعلية من جديد لتوفير الغزول القطنية لصالح الجهات العامة والخاصة, وتوفير فاتورة الاستيراد التي تدفع سنوياً لتأمينها, التي تقدر بملايين الدولارات, وهذه المسألة في غاية الأهمية , ضمن ظروف الحصار الاقتصادي الجائر, لكن الأهم رأس المال الذي يمكن توفيره من خلال إعادة التأهيل والتي تقدر قيمتها بحوالي 2,2 مليار ليرة في حال تم استيرادها من الأسواق الخارجية, علماً أن تكلفة تأهيل الآلة الواحدة هي أقل من أربعة ملايين ليرة, وأن قيمة استيرادها وفق الأسعار الحالية تتجاوز سقف 200 مليون ليرة, وتالياً هذا الأمر يشكل حالة إيجابية على الواقع الصناعي العام والخاص, في توفير الغزول القطنية المطلوبة من جهة, واستثمار المادة القطنية الخام من جهة أخرى, وليس فقط على واقع الشركة.
والخطوة الأهم أيضاً أن عمليات التأهيل التي تمت كانت من قبل الكفاءات الوطنية والخبرات المتوافرة الشركة, والتي بدأت بإعادة تأهيل آلتي سحب, وهي الخطوة الأولى في إعادة تأهيل الآلات المذكورة سابقاً, حيث تم إجراء الصيانات المطلوبة واستكمال كل برامج التحديث, واللوحات الإلكترونية ووضعها بالإنتاج الفعلي بدءاً من اليوم, وباستكمال الصيانة لـ (14) آلة تكون الصناعة قد أعادت المعمل رقم واحد في الشركة بآلات مارزولي الإيطالية إلى ميدان العمل, وبخبرات وجهود عمال الشركة وفنييها وبأقل التكاليف.
وذكرت وزارة الصناعة أن وضع الآلتين في الخدمة هي البداية, واستكمال البقية يأتي ضمن خطة مبرمجة سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة, مع استثمار أمثل لعامل الزمن, وخفض تكاليف الإصلاح والتأهيل.
The post «الصناعة» تعيد تأهيل 14 آلة غزل في «وليد حمص» appeared first on صحيفة تشرين.
Rea morePosted from صحيفة تشرين
Note: Only a member of this blog may post a comment.