في الذكرى الـ 48 للحركة التصحيحية المجيدة

عنــدما ينصـف التــاريخ رجلاً يجعله خالداً, وعندما ينصفه أكثر يجري الخير على يديه ليصبح عاماً وشاملاً يتداوله الناس بالذكر والثناء مهما بعدت المسافات وطال الزمن.
هذا هو حالنا اليوم بعد ثمانية وأربعين عاماً مضت منذ أن انطلق ذلك الحدث الذي غيّر وجه سورية من فتاة مدللة يطمع بها هذا وذاك إلى رقم صعب لا يمكن تجاوزه, عصي على الأعداء, منفتح على الأصدقاء, يضع مصالح شعبه وأمته وقضاياها في مقدمة أولوياته وبعدها تندرج كل القضايا والمصالح.
التصحيح مسيرة أمل بتحرير الأرض والإنسان والنهوض به ليكون ذخيرة المستقبل، وهذا ما كان عليه ديدن القائد المؤسس حافظ الأسد، قائد مسيرة التصحيح والتحرير والبناء ومرسي أسس المقاومة والصمود والدفاع عن الحق والعدل في وجه العدوان والظلم والطغيان والإرهاب والتآمر وغدر القريب قبل البعيد والعنوان الأبرز لهذه الأسس جيشنا العقائدي الجيش العربي السوري الذي يتولى منذ قرابة ثماني سنوات مسؤولية حماية الأرض والإنسان ومواجهة الإرهاب التكفيري الوهابي بأدواته ومشغّليه.
لن نتطرق لتعداد منجزات التصحيح وما حققه على مدى عقود لأنها كثيرة وكثيرة جداً وفي جميع المجالات ومناحي حياة الإنسان العربي السوري خاصة والإنسان العربي عموماً ولكننا سنكتفي بواحدة منها وهي عمادها ودرعها وحصنها الحصين «جيش الوطن» صاحب العقيدة القائمة على مرتكزات ذهبية ثلاثة (وطن- شرف- إخلاص).
وإذا لم يكن للتصحيح المجيد ما يسجل له سوى إعادة تشكيل الجيش العربي السوري على أسس عقائدية، عنوانها حماية الوطن من الخارج والدفاع عنه وصونه في الداخل من المتسللين والعملاء والخونة لكفاه هذا.
لقد حوّل القائد المؤسس حافظ الأسد الجيش العربي السوري من وسيلة لعدم الاستقرار وأداة لقيادة الانقلابات في سورية قبل التصحيح إلى قوة هائلة للدفاع عن الوطن والمساهمة في الإعمار, كان ذلك شعاراً تبناه الجيش العربي السوري وعمل به بعد التصحيح ومازال شعاره الذي يعمل به حتى وقتنا الراهن.
لم يمضِ أكثر من ثلاث سنوات بعد قيام الحركة التصحيحية المباركة حتى خاض جيشنا البطل أشرف وأشرس معركة مع العدو الصهيوني الغاصب وتوجها بالنصر، فكانت حرب تشرين التحريرية أول وسام شرف وانتصار يتقلده جيشنا بمختلف صفوفه، محطماً أسطورة الكيان الصهيوني وجيشه «الذي لا يقهر».
وتتالت المنجزات والانتصارات وولت الهزائم والانكسارات، وفي كل يوم كان رمز الوطن وقوته وعنفوانه يراكم إنجازاً تلو إنجاز وانتصاراً تلو انتصار وبناء فوق بناء حتى غدت مؤسساته الإعمارية تنفذ أضخم مشاريع البنية التحتية من جسور وطرقات وأبنية سكنية ليس في سورية فحسب بل وفي أكثر من دولة عربية سواء في لبنان أو ليبيا أو السودان أو اليمن وغيرها.
أما في الشق العسكري فإن جيشنا، وبعد حرب تشرين التحريرية التي خاضها نيابة عن العرب ودفاعاً عنهم وبالأصالة عنه وعن شعبه، لم يتوقف يوماً عن الاستعداد للمواجهة مع الكيان الصهيوني الغاصب ولم يتأخر يوماً عن نداء شقيق واستنجاد أخ، فقدم الشهداء لوقف الحرب الأهلية في لبنان وقدم الشهداء أيضاً في لبنان في مواجهة الغزو الإسرائيلي عام 1982 وغير ذلك الكثير وفتح مؤسساته العسكرية وكلياته التدريسية بوجه كل الأشقاء والأصدقاء لتلقي العلم والمعرفة فيها تحت شعار (الإخلاص للأشقاء والأصدقاء).
وإذا كانت معركة جيشنا العقائدي خلال السنوات التي تلت إعادة تأسيسه وتشكيله بعد التصحيح هي معركة تحرير وبناء ودفاع عن حدود الوطن وعن الأشقاء فإن معركته بعد عام 2011 كانت ولا تزال معركة وجود وبقاء بعد أن تسلل الأعداء إلى داخل حدود الوطن، وساعدهم في ذلك حفنة من العملاء في الداخل، مستخدمين أخطر سلاح يمكن أن يواجهه المواطن السوري وهو سلاح الإرهاب التكفيري الوهابي من ماركة بني سعود ورجب أردوغان وبقية أعراب الخليج.
وإذا كانت المواجهة فيما مضى مع الأعداء خطيرة وهي لاتزال على الحدود فلا شك في أنها الآن أخطر وأشرس وأقسى, وقد أصبح جيشنا يقاتل على جبهتين متحدتين معاً، جبهة من خارج الحدود «الكيان الصهيوني» وجبهة داخل الحدود «الإرهاب التكفيري» ومع كل ذلك فإن هذا الجيش- وكما عرفناه سابقاً مبراً بقسمه- استطاع تحقيق النصر على الجبهتين معاً.
فعلى الحدود لم تغفل عينه أبداً عن العدو الصهيوني وفي كل مرة كان تصديه لصواريخ العدو وطائراته وإسقاطها مشرفاً, وفي الداخل فقد استطاع تحرير معظم الأراضي السورية من دنس الإرهاب وأزلامه والحفاظ على وحدة الأرض والشعب ولا تزال همته وعزيمته عاليتين لاستكمال تحرير آخر شبر من أرض الوطن ممن تبقى من إرهاب ودخلاء, وسيبقى كما عهدناه مصدر طمأنينة الشعب وأمنه وستبقى مسيرته المستوحاة من مسيرة مؤسسه وبانيه, مسيرة أمل وانتصار وإنجاز ووحدة تراب وشعب.

Rea more
Posted from صحيفة تشرين
Thank you for reading the في الذكرى الـ 48 للحركة التصحيحية المجيدة on Syria News Kit If you want to spread this News please include links as Source, and if this News useful please bookmark this page in your web browser, by pressing Ctrl + D on your keyboard button, Or click the share button to place it on your profile.

Latest news:

  • المجلس الأعلى للتعليم التقاني يعيد فتح مواعيد تقديم طلبات تغيير القيد
  • ارتفاع سعر غرام الذهب 13 ألف ليرة في السوق المحلية‏
  • “نفحات جنوبية”… معرض تشكيلي بالسويداء ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية
  • ضبط 130 كيساً من الدقيق والنخالة بقصد الإتجار بالدقيق التمويني في حلب
  • الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام: وقوع عدد من الإصابات جراء قصف العدو الإسرائيلي موقعاً للجيش اللبناني في العامرية جنوب صور
  • مساعدات إنسانية روسية لأهالي قرية سنديانة بريف اللاذقية
  • كيم: ضرورة تطوير الأسلحة والمعدات وفقاً لما تتطلبه البيئة الأمنية للبلاد
  • لاعب التايكوندو حمزة سلامة: مستوى مهاري لافت ونتائج متميزة محلياً وعالمياً
  • مرسومان بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرة دمشق وآخر في دائرة مناطق حلب
  • عراقجي: المقاومة في الميدان تتصدى للاعتداءات الإسرائيلية وهي التي تقرر مصير المنطقة
  • Related news :

    Note: Only a member of this blog may post a comment.